عائلة ابو مصطفى عائلة ابو مصطفى ، ديوان عائلة ابو مصطفى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله ..

اذهب الى الأسفل

23092011

مُساهمة 

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Empty الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله ..




الشيخ عمر
المختار
ولد الشيخ الجليل عمر المختار من أبوين
صالحين عام 1862م وقيل 1858م،

وكان والده مختار بن عمر من قبيلة
"المنفة" من بيت فرحات،

وكان مولده بالبطنان في الجبل الأخضر، ونشأ وترعرع في بيت عز وكرم،

تحيط به
شهامة المسلمين وأخلاقهم الرفيعة،

وصفاتهم الحميدة التي استمدوها من
تعاليم الحركة السنوسية القائمة

على كتاب الله
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

توفي والده
في رحلته إلى مكة لأداء فريضة الحج،

فعهد وهو في حالة المرض إلى رفيقه
السيد أحمد الغرياني

(شقيق شيخ زاوية جنزور الواقعة شرق طبرق) بأن يبلغ شقيقه بأنه عهد
إليه بتربية ولديه عمر ومحمد،

وتولى الشيخ حسين الغرياني رعايتهما
محققاً رغبة والدهما، فأدخلهما مدرسة القرآن الكريم بالزاوية، ثم الحق عمر المختار
بالمعهد الجغبوبي لينضم إلى طلبة العلم من أبناء الأخوان والقبائل الأخرى.


لقد ذاق
عمر المختار - رحمه الله
-

مرارة اليتم في صغره، فكان هذا من الخير الذي أصاب قلبه الملئ
بالإيمان

وحب
الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم حيث التجأ إلى الله القوي
العزيز في أموره كلها،

وظهر منه نبوغ منذ صباه؛ مما جعل شيوخه يهتمون به في معهد الجغبوب
الذي كان منارة للعلم،

وملتقى للعلماء، والفقهاء والأدباء والمربين الذين كانوا يشرفون على
تربية وتعليم

وإعداد المتفوقين من أبناء المسلمين ليعدوهم لحمل رسالة الإسلام
الخالدة.

ومكث في معهد الجغبوب ثمانية أعوام ينهل من العلوم الشرعية المتنوعة
كالفقه،

والحديث والتفسير ومن أشهر شيوخه الذين تتلمذ على أيديهم،

السيد
الزروالي المغربي، والسيد الجواني،

والعلامة فالح بن محمد بن عبدالله
الظاهري المدني وغيرهم كثير،

وشهدوا له بالنباهة ورجاحة العقل،
ومتانة الخلق، وحب الدعوة.


ولفتت شمائله أنظار أساتذته وزملائه
وهو لم يزل يافعاً،

وكان الأساتذة يبلغون الإمام محمد المهدي أخبار الطلبة وأخلاق كل واحد
منهم،

فأكبر
السيد محمد المهدي في عمر المختار صفاته وما يتحلى به من
خلال،

وأصبح
على إلمام واسع بشؤون البيئة التي تحيط به،

وعلى جانب كبير في الإدراك بأحوال
الوسط الذي يعيش فيه،

وعلى معرفة واسعة بالأحداث القبلية وتاريخ وقائعها وتوسع في معرفة
الأنساب

والارتباطات التي تصل هذه القبائل بعضها ببعض،
وبتقاليدها،

وعاداتها، ومواقعها، وتعلم من بيئته التي نشأ فيها وسائل فض الخصومات
البدوية وما يتطلبه الموقف من آراء ونظريات،

كما أنه أصبح خبيرا بمسالك الصحراء
وبالطرق التي كان يجتازها من برقة إلى مصر والسودان في الخارج وإلى الجغبوب والكفرة
من الداخل.

وصف عمر المختار

كان عمر المختار
متوسط القامة يميل إلى الطول قليلاً،

ولم يكن بالبدين الممتلئ أو النحيف
الفارغ،

أجش
الصوت بدوي اللهجة، رصين المنطق، صريح العبارة،

لا يمل حديثه، متزن في كلامه، تفتر
ثناياه أثناء الحديث عن ابتسامة بريئة،

أو ضحكة هادئة إذا ما اقتضاها الموقف،
كثيف اللحية وقد أرسلها منذ صغره،

تبدو عليه صفات الوقار والجدية في
العمل،

والتعقل في الكلام والثبات عند المبدأ، وقد أخذت هذه الصفات تتقدم معه
بتقدم السن.

تلاوته للقرآن الكريم وعبادته

كان عمر المختار شديد الحرص على أداء
الصلوات في أوقاتها،

وكان يقرأ القرآن يومياً، فيختم
المصحف الشريف كل سبعة أيام منذ أن قال

له الإمام محمد المهدي السنوسي ياعمر
(وردك القرآن).


لقد كان هذا العبد الصالح يهتم بزاده الروحي اليومي بتلاوة القرآن
الكريم،

وقيام الليل، واستمر معه هذا الحال حتى استشهاده.


فهذا
المجاهد محمود الجهمي الذي حارب تحت قيادة عمر المختار وصاحبه
كثيراً،

يذكر
في مذكراته أنه كان يأكل معه وينام معه في مكان واحد ويقول:

(لم أشهد قط
أنه نام لغاية الصباح، فكان ينام ساعتين أو ثلاثاً على أكثر
تقدير،

ويبقى
صاحياً يتلو القرآن الكريم، وغالباً ما يتناول الإبريق ويسبغ الوضوء بعد منتصف
الليل،

ويعود
إلى تلاوة القرآن، لقد كان على خلق عظيم يتميز بميزات التقوى والورع، ويتحلى بصفات
المجاهدين الأبرار.


إن من أسباب الثبات التي تميز به عمر المختار حتى اللحظات الأخيرة من
حياته إدمانه على تلاوة القرآن الكريم

والتعبد به وتنفيذ أحكامه؛ لأن القرآن
الكريم مصدر تثبيت وهداية،

وذلك لما فيه من قصص الأنبياء مع أقوامهم،
ولما فيه من ذكر مآل الصالحين، ومصير
الكافرين والجاحدين وأوليائه بأساليب متعددة.


لقد كان عمر المختار يتلوا القرآن
الكريم بتدبر وإيمان عظيم،

فرزقه الله الثبات وهداه طريق الرشاد
ولقد صاحبه حاله في التلاوة حتى النفس الأخير،

وهو يساق إلى حبل المشنقة وهو يتلو
قوله تعالى :{يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} سورة
الفجر.

شجاعته وكرمه

إن هذه الصفة الجميلة تظهر في سيرة عمر
المختار

منذ شبابه الباكر ففي عام 1311هـ
(1894م)

تقرر
سفر عمر المختار على رأس وفد إلى السودان يضم كل من السيد خالد بن موسى،

والسيد محمد
المسالوسي، وقرجيله المجبري وخليفة الدبار الزوي أحد أعضاء زاوية واو بفزان

(وهو الذي
روى القصة) وفي الكفرة وجد الوفد قافلة من التجار من قبيلتي الزاوية والمجابرة،

وتجار آخرين
من طرابلس وبنغازي تتأهب للسفر إلى السودان،

فانضم الوفد إلى هؤلاء التجار الذين
تعودوا السير في الطرق الصحراوية، ولهم خبرة جيدة بدروبها.


وعندما
وصل المسافرون إلى قلب الصحراء بالقرب من السودان،

قال بعض التجار الذين تعودوا المرور
من هذا الطريق:

إننا سنمر بعد وقت قصير بطريق وعر لا مسلك لنا غيره ومن العادة

- إلا في
القليل النادر- يوجد فيه أسد ينتظر فريسته من القوافل التي تمر من هناك،

وتعودت
القوافل أن تترك له بعيراً كما يترك الإنسان قطعة اللحم إلى الكلاب أو
القطط،

وتمر
القوافل بسلام، واقترح المتحدث أن يشترك الجميع في ثمن بعير هزيل ويتركونه للأسد
عند خروجه.


فرفض عمر المختار بشدة قائلاً:
"إن الإتاوات التي كان يفرضها القوي
منا على الضعيف بدون حق أبطلت، فكيف يصح لنا أن نعيد إعطاءها للحيوان إنها علامة
الهوان والمذلة.

إننا سندفع الأسد بسلاحنا إذا ما اعترض
طريقنا"،

وقد
حاول بعض المسافرين أن يثنيه عن عزمه، فرد عليهم قائلاً:

أنني أخجل عندما أعود وأقول أنني تركت
بعيراً إلى حيوان اعترض طريقي،

وأنا على استعداد لحماية ما معي،
وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، إنها عادة سيئة يجب أن نبطلها.


وما كادت
القافلة تدنو من الممر الضيق حتى خرج الأسد من مكانه الذي اتخذه على إحدى شرفات
الممر،

فقال
أحد التجار وقد خاف من هول المنظر وارتعشت فرائصه من ذلك: أنا مستعد أتنازل عن بعير
من بعائري ولا تحاولوا مشاكسة الأسد، فانبرى عمر المختار ببندقيته وكانت من النوع
اليوناني، ورمى الأسد بالرصاصة الأولى فأصابته ولكن في غير مقتل، واندفع الأسد
يتهادى نحو القافلة فرماه بأخرى فصرعته، وأصر عمر المختار على أن يسلخ جلده ليراه
أصحاب القوافل فكان له ما أرد.

إعدام شيخ الجهاد في
بلادنا الحبيبة

وفي يوم 16 سبتمبر من صباح يوم الأربعاء من
سنة 1931م عند الساعة التاسعة صباحاً نفذ الطليان في (سلوق) جنوب مدينة بنغازي حكم
الإعدام شنقاً في شيخ الجهاد وأسد الجبل الأخضر بعد جهاد طويل ومرير.


ودفعت الخسة بالايطاليين أن يفعلوا
عجباً في تاريخ الشعوب،

وذلك أنهم حرصوا على أن يجمعوا حشداً
عظيماً لمشاهدة التنفيذ فأرغموا أعيان بنغازي، وعدداً كبيراً من الأهالي من مختلف
الجهات على حضور عملية التنفيذ فحضر مالا يقل عن عشرين ألف نسمة. على حد قول
غراسياني في كتاب برقة الهادئة.


ويقول الدكتور العنيزي:

"لقد أرغم
الطليان الأهالي والأعيان المعتقلين في معسكرات الاعتقال والنازلين في بنغازي على
حضور المحاكمة،

وحضور التنفيذ وكنت أحد أولئك الذين أرغمهم الطليان على
المحاكمة،

ولكني وقد استبد بي الحزن شأني في ذلك شأن سائر أبناء جلدتي،

لم أكن
استطيع رؤية البطل المجاهد على حبل المشنقة فمرضت،

ولم يعفونن الطليان من حضور التنفيذ،
إلا عندما تيقنوا من مرضي وعجزي عن الحضور.


ويالها من ساعة رهيبة تلك التي سار
المختار فيها بقدم ثابتة وشجاعة نادرة

وهو ينطق بالشهادتين إلى حبل
المشنقة،


وقد ظل المختار يردد الشهادتين أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن
محمدا رسول الله.


لقد كان الشيخ الجليل يتهلهل وجه استبشاراً
بالشهادة،

وارتياحاً لقضاء الله وقدره، وبمجرد
وصوله إلى موقع المشنقة

أخذت الطائرات تحلق في الفضاء فوق ساحة الإعدام على
انخفاض،

وبصوت
مدوي لمنع الأهالي من الاستماع إلى عمر المختار إذ ربما يتحدث
إليهم،

أو
يقول كلاماً يسمعونه وصعد حبل المشنقة في ثبات وهدوء.


وهناك أعمل فيه الجلاد حبل
المظالم،

فصعدت روحه الطاهرة إلى ربها راضية مرضية،
وكان الجميع من أولئك الذين جاءوا
يساقون إلى هذا المشهد الرهيب

ينظرون إلى السيد عمر وهو يسير إلى
المشنقة بخطى ثابتة، وكانت يداه مكبلتين بالحديد وعلى ثغره ابتسامة
راضية،

تلك
الابتسامة التي كانت بمثابة التحية الأخيرة لأبناء وطنه،

وقد سمعه بعض المقربين ومنهم ليبيون
أنه صعد سلالم المشنقة وهو يؤذن بصوت هادئ آذان الصلاة،

وكان أحد الموظفين الليبيين من أقرب
الحاضرين إليه، فسمعه عندما وضع الجلاد حبل المشنقة في عنقه
يقول:

"يا
أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية" سورة الفجر: آية 27،28.


لقد
استجاب الله دعاء الشيخ الجليل، وجعل موته في سبيل
عقيدته ودينه ووطنه لقد كان يقول:

"اللهم اجعل موتي في سبيل هذه القضية
المباركة".
عائلة ابومصطفى
عائلة ابومصطفى
مدير عام المنتديات
مدير عام المنتديات

ذكر
عدد المساهمات : 1739
تاريخ التسجيل : 05/10/2010
العمل/الترفيه : مهندس حاسوب
المزاج : معكر جدا

https://abuumostafa.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. :: تعاليق

عائلة ابومصطفى

مُساهمة الجمعة سبتمبر 23, 2011 7:40 am من طرف عائلة ابومصطفى



وهذا هو
عمر المختار

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. 1

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. 2

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. 3

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. 4

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. 4

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. 6

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-01


- طفل يتيم : ينتسب
عمر المختار إلى قبيلة المنفه إحدى كبريات قبائل المرابطين ببرقة, ولد عام 1862م في
قرية جنزور بمنطقة دفنة في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود
المصرية..

تربى يتيما ..حيث وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه
إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة.

تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية
جنزور, ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار
علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسى قطب الحركة
السنوسية، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب،
ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.
ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل،،
فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو،
فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه
السيد المهدي واصفاً إياه "لوكان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم".

فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره
للألفاظ المؤثرة في فن المخاطبة وجاذبية ساحرة لدرجة السيطرة على مستمعيه وشد
انتباههم،

شارك عمر المختار في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية
الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي) وحول واداي. وقد استقر المختار فترة
من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً, ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلك) ليقضي فترة من
حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية.

وبعد وفاة السيد
محمد المهدي السنوسي عام 1902م تم استدعاؤه حيث عين شيخاً لزاوية
القصور.

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-02

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-03



- معلم يتحول إلى محارب
:


عاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم,
فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911م, وبدأت البارجات الحربية
بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي, درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس, كان عمر
المختار في تلك الأثناء مقيما في جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل السيد أحمد
الشريف, وعندما علم بالغزو الإيطالي سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في
تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً
من الكفرة. وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912م أعظم
المعارك في تاريخ الجهاد الليبي, أذكر منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند
درنة في 16 مايو 1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستين جنديا وأربعمائة
فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم
وذخائرهم,
ومعركة بو شمال عن عين ماره في 6 أكتوبر 1913, وعشرات المعارك
الأخرى.

وحينما عين أميليو حاكماً عسكريا لبرقة, رأى أن يعمل على ثلاث
محاور
الأول : قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في منطقة
مرمريكا
الثاني : قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه والمخيلي..
والثالث
:قتال المجاهدين في مسوس واجدابيا.
لكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في
انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م, ولتتواصل حركة
الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى.

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-04

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-05


- الفاشيست والمجاهدون :

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-07


بعد الانقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922,
وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت
الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي, واضطر إلى ترك
البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه
الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.

بعد أن تأكد للمختار النوايا
الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر
البلاد, وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين, فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف
بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور الحاسة, وتولى هو القيادة
العامة.

بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية, أصبحت
كل المواثيق والمعاهدات لاغية, وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف
بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر, وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى
تشكيل الأدوار والإنضواء تحت قيادة عمر المختار, كما بادر الأهالي إلى إمداد
المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح, وعندما ضاق الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد
المجاهدين, أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت
إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1926م, وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين
وعلى رأسهم عمر المختار, ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم
الأبطال.

ولاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الاستيلاء على منطقة فزان
لقطع الإمدادات على المجاهدين, فخرجت حملة في يناير 1928م, ولم تحقق غرضها في
احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غاليا. ورخم حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز
تموينهم, إلا أن الأحداث لم تنل منهم وتثبط من عزمهم, والدليل على ذلك معركة يوم 22
أبريل التي استمرت يومين كاملين, انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتادا
كثيرا.

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-06


- مفاوضات السلام في سيدي ارحومة :

وتوالت
الانتصارات, الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات
واسعة,
فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية, حيث عين بادوليو حاكماً عسكريا
على ليبيا في يناير 1929م, ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الطليان
والمجاهدين.

تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت
اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده,وطلب مفاوضة عمر المختار, تلك
المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل 1929م,
واستجاب الشيخ لنداء السلام وحاول
التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار
ورفاقه القادة في 19 يونيو1929م في سيدي ارحومه. ورأس الوفد الإيطالي بادوليونفسه،
الرجل الثاني بعد بنيتو موسليني، ونائبه سيشليانو، ولكن لم يكن الغرض هوالتفاوض،
ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه
وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله..
وعندما وجد المختار أن تلك
المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز اومصر أو البقاء في برقة و انهاء
الجهاد ..والإستسلام مقابل الأموال والإغراءات, رفض كل تلك العروض, وكبطل شريف
ومجاهد عظيم عمد إلى الاختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو
الشهادة.

تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم, ففي 20 أكتوبر 1929م وجه
نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أمام ألاعيب الغزاة.
وصحت توقعات
عمر المختار, ففي 16 يناير 1930م ألقت الطائرات بقذائفها على
المجاهدين,


الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-08
الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-09


- السفاح يتدخل :

دفعت مواقف المختار
ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرسياني وهو أكثر
جنرالات الجيش وحشية ودموية.. ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في
التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها غرسياني في
كتابه "برقة المهدأة":
1- قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع
وصول المؤن والذخائر.
2- إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل 1930م.
3- فتح أبواب
السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة.
4- تخصيص مواقع العقيلة
والبريقة من صحراء غرب برقة البيضاء والمقرون وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون
مواقع الإعتقال والنفي والتشريد.
5- العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر
واحتلال الكفرة.

إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان باحتلال مرزق وغات في
شهري يناير وفبراير 1930م ثم عمدوا إلى الإشباك مع المجاهدين في معارك فاصلة, وفي
26 أغسطس 1930م ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف والتاج,
وفي نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من اجدابيا إلى جالو إلى بئر زيغن
إلى الجوف, وفي 28 يناير 1931م سقطت الكفرة في أيدي الغزاة, وكان لسقوط الكفرة آثار
كبيرة على حركة الجهاد والمقاومة.

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-10


- الأسد أسيرا :

في معركة السانية في شهر
أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان
وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها
الرأس يوماً ما".

وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار
يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت
قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقان في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر
عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته
نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان
ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن
ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي
اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة
لتخليص قائدهم.
كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني لم
يصدّق ذلك في بادىء الأمر،وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار
الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء
على المجاهدين في برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات
المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره
ويتلقى برقية مستعجلة من بنغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان.
فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة
يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول:
"صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر
إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار
إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه.

وصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر ,
وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م, وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل
المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار, يذكر غرسياني في كتابه (برقة
المهدأة):

"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين
الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم
الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة, وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه
(بالجرد) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر, وبالإجمال يخيل لي أن
الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو
واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح."

غراتسياني: لماذا حاربت بشدة
متواصلة الحكومة الفاشستية ؟
أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني.
غراتسياني:ما
الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟
فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم
مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
غراتسياني: لما لك
من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم
؟.
فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا
أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…

ويستطرد غرسياني
حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش
قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد
الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد, فانهيت
المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء, وعند وقوفه حاول
أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-11

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-12

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-13

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-14


- مهزلة المحاكمة :

عقدت للشيخ الشهيد
محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند
الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م،

وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق
الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت،
وعندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا
لله … لا حكمكم المزيف ... إنا لله وإنا أليه لراجعون".

- وهنا نقلا حرفيا
لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية :

إنه في سنة ألف وتسعمائة
وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة ، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر ، ببنغازي ،
وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة
بالدفاع عن أمن الدولة ، والمؤلفة من السادة :

- المقدم الكواليير اوبيرتو
فانتيري مارينوني ، رئيسا بالوكالة ، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع .

- المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر) .
- الرائد الكاواليير قوناريو
ديليتلو (مستشار ، أصيل ) .
- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني
(الكواليير جوفاني منزوني ، مستشار أصيل) .
- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن
الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا ، مستشار أصيل) ، والرئيس بالنيابة عن الرئيس
الأصيل ، الغائب بعذر مشروع .
- بمساعدة الملازم بسلاح المشاة ، ايدواردو ديه
كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة) .

للنظر في القضية المرفوعة ضد
: عمر المتخار ، بن عائشة بنت محارب ، البالغ من العمر 73 سنة ، والمولود بدفنة ،
قبيلة منفة ، عائلة بريدان ، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد ،
يعرف القراءة والكتابة ، وليست له سوابق جنائية ، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر
1931.

المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد
284-285-286-575-576 (3) ، والمادة 26 ، البنود : 2 - 4 - 6 - 10 ، وذلك أنه قام ،
منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان
وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية ، داخل أراضي المستعمرة ، وباشتراكه في نصب
الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب
والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش ، وأعمال
البطش والتنكيل ، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم .


بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات ، بينما جلس المتهم في المكان
المخصص للمتهمين ، تحت حراسة عسكرية ، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع
.
كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو ،
كمدعي عسكري ، والمكلف بالدفاع عن المتهم ، المحامي ، النقيب في سلاح المدفعية ،
روبيرتو لونتانو .

يعلن الرئيس افتتاح الجلسة . فيحضر أيضا المترجم السيد
نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب :

- نصري
هرمس ، ابن المتوفى ميشيل ، وعمري 53 سنة ، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين
(العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة .

يكلفه الرئيس بأداء اليمين
المقررة ، بعد تحذيره حسبما هو مقرر ، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية : (( أقسم
بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق ، وبأن أنقل
الردود بأمانة )) .

فيوجه الرئيس ، عن طريق الترجمان ، أسئلة للمتهم حول
هويته ، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم ، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع .
وعند هذه النقطة ، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة
بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس ،
المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م ، ومهنته صناعي .

فيكلفه الرئيس بأداء
اليمين المقررة ، بعد تحذيره نظاميا ؛

يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام ،
فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم ، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة
بالدعوى ،

وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها ، حيث إن المتهم غير
ملم باللغة الإيطالية ، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه ؛ فيرد
عليها ، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها .

ويثبت بالمحضر أن
المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب ، معترفا بأنه
زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت
في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن ، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس
الفعلي للمقاومة .

وردا عن سؤال ، يجيب :
منذ عشر سنوات ، تقريبا ، وأنا
رئيس المحافظية . ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها ،
بقوله : (( لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة ، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين
، منذ عشر سنوات وحتى الآن ، كان بإرادتي وإذني ، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك
الأفعال ذاتها )) .

وردا عن سؤال ، يجيب : (( كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري
وبعضها قمت بها أنا نفسي )) .

يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة : بعد أن
تناول الكلمة ، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة ، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم
المنسوبة إليه ، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب .

وينهي
الدفاع ، بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم . وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر
المتحدثين ، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة ، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة
لتحديد الحكم .

عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات ؛ لينطق الرئيس بصوت
عال بالحكم بالإدانة ، بحضور جميع الأطراف المعنية . فيقوم الترجمان بترجمة منطوق
الحكم .

أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي
وقع عليه : كاتب المحكمة العسكري .

الإمضاء : ادواردو ديه كريستوفانو ،
الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي) .

كاتب المحكمة العسكرية ،
الإمضاء : ادواردوديه كريستوفاني (Edoardo De Cristofano) .

الرئيس :
(المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني)
الإمضاء : أومبيرتو مانزوني (Umberto
Marinoni) .
- صورة طبق الأصل -
كاتب المحكمة العسكرية بالنيابة
التوقيع

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-15

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-16

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-17

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-18

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-19

الشيــخ : عمـــر المخـــتار , نشـأته واستشـهاده رحمه الله .. Omar-almktar-20

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى