الوقوف بأرض المحشر
صفحة 1 من اصل 1
28032011
الوقوف بأرض المحشر
الوقوف في أرض المحشر
ملخص الخطبة
1- كيفية الحشر يوم القيامة. 2- يحشر المرء على ما مات عليه. 3- الآمنون في الفزع الأكبر. 4- المعذبون يوم القيامة. 5- الشفاعة العظمى.
الخطبة الأولى
أما بعد: فإننا لا نزال معكم في الحديث عن اليوم الآخر، وقد وقفنا عند الحديث عن يوم البعث والنشور، يوم الخروج من القبور، وانطلاق الخلق إلى أرض المحشر ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ وَمَا نُؤَخّرُهُ إِلاَّ لأجَلٍ مَّعْدُودٍ [هود:103، 104]، ووالله الذي لا إله إلا هو، لو عدت ـ يا عبد الله ـ إلى بيتك اليوم، ولو عدت ـ يا أمة الله ـ اليوم إلى دارك، لو عدنا جميعاً إلى بيوتنا بعد هذه الصلاة، ووجدنا رسالة تنتظرنا تقول: "مطلوب منك المثول بين يدي قاض من قضاة الدنيا" لما هنئنا بشراب أو طعام، ولما تلذذنا براحة أو منام، ولفزعنا أشد الفزع، ولغشينا أكبر الهلع، لأننا نتصور جيداً هول دار القضاء، والرّعب المخيم عليها، والناس صامتون، إلى شفة القاضي ينظرون، وينتظرون سماع الحكم عليك، فكيف ويوم القيامة ستقف فيه بين يدي ملك الملوك وقاضي القضاة، الله رب الأرض والسماوات؟!
يا غافلاً عما خلقت له انتبه جدَّ الرحيل ولست باليقظان
يوم القيامة لو علمت بهوله لفررت من أهل ومن أوطان
ستخرج من قبرك عرياناً لا ثوب لك، حافياً لا نعل لك، أغرل غير مختون، كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَـٰعِلِينَ [الأنبياء:104]، وتصور نفسك عارياً حافياً ذليلاً مهموماً مغموماً، منطلقاً إلى أرض المحشر، ولا تسمع إلا همس الأقدام، وكل الخلائق منطلقة معك عن يمينك وعن شمالك، تقبل وحوش البراري والجبال منكسة رؤوسها بعد توحشها وفظاعتها خانعة، تقبل السباع بعد ضراوتها وشراستها خاضعة، تقبل الشياطين بعد تمردها وعتوها خاشعة، ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ [التغابن:9]، سبحان من جمع الخلائق على اختلاف طبائعهم وخلقهم، سبحان من جمع خلقه بعد تفرّقهم وتبعثرهم.
أما العباد، فيا حسرة على العباد، قال : ((يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنف مشاة، وصنف ركبان، وصنف على وجوههم)) اللهم سلم سلم. فصنف يمشون على أقدامهم فيبلغهم الجهد بقدر أعمالهم. وصنف يركبون، ماذا يركبون؟ يركبون نجائب إبلاً من الجنة، عليها سرج من ذهب لا يعلم قدرها إلا من أعدها، في أرض المحشر؟! إي وربي، واستمع إلى قوله تعالى: يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً [مريم:85]، وفد وضيف كريم على رب كريم. وصنف يمشون على وجوههم، قال تعالى: ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً [الفرقان:34]، كيف يمشون على وجوههم؟ إن الذي أمشى الحية على بطنها قادر على أن يُمشي الفاجر على وجهه. وقد روى البخاري ومسلم عن قتادة عن أنس أن رجلاً قال للنبي: يا رسول الله، كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟! فقال: ((أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟!)) قال قتادة: بلى وربنا، بلى وعزة ربنا. إلى أين؟ إلى أرض المحشر، يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأرْضُ غَيْرَ ٱلأرْضِ [إبراهيم:48]، تراها قاعاً صفصفا لا نرى فيها عوجاً ولا أمتا، والعباد يومئذ بين مفلح وخاسر.
ترى رجلاً ينطلق في أرض المحشر وجرحه يثغب دما، اللون لون الدم، والريح ريح المسك، إنه الشهيد الذي قتل في سبيل الله.
وترى رجلاً ينطلق إلى أرض المحشر آمنا مطمئنا من الفزع الأكبر، من هذا؟ إنهم أصناف:
إنه الساعي في قضاء حوائج إخوانه، فيقضي حاجة هذا، وينفس كربة هذا، وقد قال : ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)) وبالله عليكم، هل تساوي كرب الدنيا جميعاً كربة واحدة من كرب يوم القيامة؟!
وممن يأمن من الفزع الأكبر الذي شاب شيبة في الإسلام، جزاء لطول عمره وحسن عمله.
وممن يأمن من الفزع الأكبر المؤذنون، بشراكم أيها المؤذنون، أطول الناس أعناقاً يوم القيامة، كناية عن علو قدرهم وعظم شأنهم عند ربهم.
وممن يأمن الفزع الأكبر صنف يظلهم الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، إنهم:
الإمام العادل الحاكم المقسط الذي اتقى الله في رعيته، وآتاه الله القوة والسلطان فسخرهما لإعلاء كلمة الرحمن.
ثانيهم: شاب نشأ في طاعة الله، أقبلت عليه الدنيا بشهواتها ونزواتها وبهرجها وباطلها، فولاها ظهره وأقبل على ربه، فعاش طاهراً نقيا عفيفاً تقياً.
ثالثهم: رجال يعمرون مساجد الله وتعلقت قلوبهم بها، فيجدون بها حلاوة إيمانهم ويناجون فيها مالك أمورهم، ويودون لو ظلوا بها عاكفين عليها.
رابعهم: المتحابون في الله، جمعتهم رابطة الأخوة في الدين، وغشيتهم كلمة توحيد رب العالمين.
خامسهم: رجل أتته امرأة ذات جمال وجاه تريد أن تلبسه ذل المعصية وصغار الفاحشة، فقال لها: إني أخاف الله رب العالمين.
سادسهم: المنفقون أموالهم بالليل والنهار، سراً وعلانية، في وقت غُلت أيدي الناس إلى أعناقهم، فتراهم ينفقون لوجه الله حتى لا تعلم شمائلهم ما تنفق أيمانهم.
سابعهم: الذي ذكر الله خالياً ففاضت عيناه من خشيته تعالى، فوالله إن الذي تدمع عينه لذلك حرّم الله عليها النار.
هؤلاء سبعة ذكرهم النبي في حديث واحد جميعاً، وهناك ثامن ذكره النبي وحده، يظله الله تحت ظل عرشه وهو الذي يُنظر المعسر قال : ((من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله)) متفق عليه.
كل هؤلاء يأمنون الفزع الأكبر، والجزاء من جنس العمل، فمن خاف الله تعالى في الدنيا أمنه يوم القيامة. فتزودوا ـ عباد الله ـ من التقوى، فهو خير زاد لكم في هذا اليوم.
الخطبة الثانية
الحمد لله باعث الأرواح وقابضها، واهب الحياة وسالبها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلقنا من التراب وإليه يرجعنا، ثم إذا شاء إليه يصيّرنا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أطال الحديث عن الموت وشدته، وعن الحساب وكربته، فنبه الناس من غفلتهم وخلّصهم من حيرتهم، صلـى الله عليه وسلم وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار الذين تعلقت قلوبهم بدار القرار، فكانوا للآخرة عاملين، وللموت ذاكرين، حتى لقوا الله رب العالمين.
أما بعد: فإن حال الفجرة والعصاة غير حال البررة والتقاة، فإن مشهدهم يومئذ تقشعر منه الأبدان وتشيب له الولدان.
ترى رجلاً ينطلق في أرض المحشر، لا يقوى على القيام، ولا يقوى على القعود، بطنه منتفخة، يتخبط يمنة وميسرة، من هذا؟ إنه آكل الربا، ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ ٱلرّبَوٰاْ لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِى يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيْطَـٰنُ مِنَ ٱلْمَسّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرّبَوٰاْ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرّبَوٰاْ [البقرة:275].
وترى رجلاً ينطلق في أرض المحشر وحوله أطفال صغار، يسحبونه ويجرونه جرّا، وهم يتعلقون به، من هذا؟ إنه آكل أموال اليتامى ظلماً، إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوٰلَ ٱلْيَتَـٰمَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً [النساء:10].
وترى رجلاً ينطلق في أرض المحشر وهو يحمل على كتفيه ما أخذه في هذه الدنيا بغير حق، يحمل على كتفيه ما سرقه، من سرق بيضة، من سرق دجاجة، من سرق نعجة، من سرق بقرة، من سرق ناقة، من سرق أمَّة، وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ [آل عمران:161].
وترى رجلاً ينطلق إلى أرض المحشر وهو يحمل كأس الخمر في عنقه، إنه شارب الخمر، يبعث على ما مات عليه، وكل من مات على شيء بعث عليه، فنسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة.
ينقادون وينطلقون جميعاً إلى أرض المحشر، في يوم مقداره خمسون ألف سنة، ينقادون إلى لقاء الملك القهار، الواحد الجبار، مالك يوم الدين، وتصور ازدحام الخلائق واجتماعهم فتكتمل عدة أهل الأرض، واستووا جميعاً في موقف العرض، الإنس والجن والشياطين والسباع والدواب والهوام والطيور والوحوش، والشمس فوق رؤوسهم قدر ميل، وقد توهجت نارها، فاجتمع وهج الشمس وحرّ الأنفاس واحتراق القلوب بنار الخوف والحياء من الفضيحة والخزي، ففاض العرق على صعيد المحشر، حتى يرتفع على أبدانهم بقدر أعمالهم، والسؤال همس، والكلام تخافت، واليوم طويل، واشتد الكرب وعظم الخطب.
ويبحث العباد عن أهل المنازل العالية عند الله ليشفعوا لهم عند الله ليأتي ويخلصهم من كربات الموقف وأهواله، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون: أنت أبونا آدم، أنت أبو الخلق، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح.
فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوح، أنت أوّل نبي إلى الأرض، وقد سماك الله عبداً شكوراً، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما بلغنا؟ ألا تشفع لنا؟ فيقول: إن ربي قد غضب، وإنه كان لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم.
فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا عند ربك، أما ترى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب، وإني كنت كذبت ثلاث كذبات ـ فيذكرها ـ نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى.
فيأتون موسى فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله فضلك برسالاته وبكلامه على الناس، اشفع لنا عند ربك. أما ترى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب، إني قد قتلت نفساً لم أؤمر بقتلها، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى.
فيأتون عيسى عليه السلام، فيقولون: أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد، اشفع لنا عند ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟. فيقول: إن ربي قد غضب، ولم يذكر ذنباً أو لعله يخشى من عبادة النصارى له، فيقول: نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد . فيأتون محمداً الحبيب المصطفى ـ بأبي هو وأمي ـ الذي ادخر دعوته لهذا اليوم حين استعجل بها كل نبي، فيقولون له: يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء قد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر، اشفع لنا عند ربك، أما ترى ما نحن فيه؟
فينطلق الرسول فيأتي تحت العرش، فيقع ساجدا لربه، ويثني عليه بما هو أهله، بثناء لم يفتحه الله على أحد قبله. هذه هي أول شفاعة للرسول ، إنما هي ليخلص الله الخلائق من هول وكرب يوم الموقف، وتكون له أخرى حين يدخل الموحدون العصاة النار.
بعد ذلك، ترى الصمت وقد خيم على الموقف، السؤال همس، والكلام تخافت، فإذا بالمكان يغمره ما كان ينتظره كل أحد، يغمر المكان حينئذ نور الحي القيوم وهو آت في ظلل من الغمام والملائكة صفاً صفا، يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِىَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ ٱلأصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِىَ لَهُ قَوْلاً يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَىّ ٱلْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً [طه:107-111].
وَجَاء رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً [الفجر:22]، هناك ترتعد الفرائص، وتضطرب الجوارح وتبهت العقول، ويأمر الله تعالى أن يجاء بالنار، وَجِىء يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ [الفجر:23]، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك، يا للهول، يا لعظمة النار، التي تكور فيها الشمس على عظمتها كما تكور العمامة.
هنالك يتمنى قوم العود إلى الدنيا ليعملوا صالحاً، وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذّبَ بِـئَايَـٰتِ رَبّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27]، فلا تلبث النار أن تزفر زفرة وتشهق شهقة، لا يسمعها ملك مقرب، أو نبي مرسل، حتى يجثو على ركبتيه يقول: نفسي نفسي. والله يا عباد الله..
مثل وقوفك يوم الحشر عريـانا مستـوحشاً قلـق الأحشـاء حيـرانا
والنار تزفـر من غيظ ومن حنقٍ على العصـاة وتلقى الرب غضبــانا
اقرأ كتـابك يا عبدي على مهلٍ هـل تـرى فيه حرفاً غير مـا كـانا
لمـا قـرأت ولم تنكر قراءتـه وأقررت إقرار من عرف الشيء عرفانا
نـادى الجليل: خذوه يا ملائكتي وامضـوا بعبـد عصى للنار عطشـانا
المشركـون في نار جهنم يلتهبوا والمـؤمنـون بـدار الخلـد سـكـانا
ربنا لا تخزنا يوم الحسـاب ولا تجعل لنـارك اليوم علـينـا سلطـانا
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينجينا من نار الجحيم، اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، أسأله تعالى أن يبارك لنا في القرآن العظيم، وأن ينفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم
ملخص الخطبة
1- كيفية الحشر يوم القيامة. 2- يحشر المرء على ما مات عليه. 3- الآمنون في الفزع الأكبر. 4- المعذبون يوم القيامة. 5- الشفاعة العظمى.
الخطبة الأولى
أما بعد: فإننا لا نزال معكم في الحديث عن اليوم الآخر، وقد وقفنا عند الحديث عن يوم البعث والنشور، يوم الخروج من القبور، وانطلاق الخلق إلى أرض المحشر ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ وَمَا نُؤَخّرُهُ إِلاَّ لأجَلٍ مَّعْدُودٍ [هود:103، 104]، ووالله الذي لا إله إلا هو، لو عدت ـ يا عبد الله ـ إلى بيتك اليوم، ولو عدت ـ يا أمة الله ـ اليوم إلى دارك، لو عدنا جميعاً إلى بيوتنا بعد هذه الصلاة، ووجدنا رسالة تنتظرنا تقول: "مطلوب منك المثول بين يدي قاض من قضاة الدنيا" لما هنئنا بشراب أو طعام، ولما تلذذنا براحة أو منام، ولفزعنا أشد الفزع، ولغشينا أكبر الهلع، لأننا نتصور جيداً هول دار القضاء، والرّعب المخيم عليها، والناس صامتون، إلى شفة القاضي ينظرون، وينتظرون سماع الحكم عليك، فكيف ويوم القيامة ستقف فيه بين يدي ملك الملوك وقاضي القضاة، الله رب الأرض والسماوات؟!
يا غافلاً عما خلقت له انتبه جدَّ الرحيل ولست باليقظان
يوم القيامة لو علمت بهوله لفررت من أهل ومن أوطان
ستخرج من قبرك عرياناً لا ثوب لك، حافياً لا نعل لك، أغرل غير مختون، كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَـٰعِلِينَ [الأنبياء:104]، وتصور نفسك عارياً حافياً ذليلاً مهموماً مغموماً، منطلقاً إلى أرض المحشر، ولا تسمع إلا همس الأقدام، وكل الخلائق منطلقة معك عن يمينك وعن شمالك، تقبل وحوش البراري والجبال منكسة رؤوسها بعد توحشها وفظاعتها خانعة، تقبل السباع بعد ضراوتها وشراستها خاضعة، تقبل الشياطين بعد تمردها وعتوها خاشعة، ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ [التغابن:9]، سبحان من جمع الخلائق على اختلاف طبائعهم وخلقهم، سبحان من جمع خلقه بعد تفرّقهم وتبعثرهم.
أما العباد، فيا حسرة على العباد، قال : ((يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنف مشاة، وصنف ركبان، وصنف على وجوههم)) اللهم سلم سلم. فصنف يمشون على أقدامهم فيبلغهم الجهد بقدر أعمالهم. وصنف يركبون، ماذا يركبون؟ يركبون نجائب إبلاً من الجنة، عليها سرج من ذهب لا يعلم قدرها إلا من أعدها، في أرض المحشر؟! إي وربي، واستمع إلى قوله تعالى: يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً [مريم:85]، وفد وضيف كريم على رب كريم. وصنف يمشون على وجوههم، قال تعالى: ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً [الفرقان:34]، كيف يمشون على وجوههم؟ إن الذي أمشى الحية على بطنها قادر على أن يُمشي الفاجر على وجهه. وقد روى البخاري ومسلم عن قتادة عن أنس أن رجلاً قال للنبي: يا رسول الله، كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟! فقال: ((أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟!)) قال قتادة: بلى وربنا، بلى وعزة ربنا. إلى أين؟ إلى أرض المحشر، يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأرْضُ غَيْرَ ٱلأرْضِ [إبراهيم:48]، تراها قاعاً صفصفا لا نرى فيها عوجاً ولا أمتا، والعباد يومئذ بين مفلح وخاسر.
ترى رجلاً ينطلق في أرض المحشر وجرحه يثغب دما، اللون لون الدم، والريح ريح المسك، إنه الشهيد الذي قتل في سبيل الله.
وترى رجلاً ينطلق إلى أرض المحشر آمنا مطمئنا من الفزع الأكبر، من هذا؟ إنهم أصناف:
إنه الساعي في قضاء حوائج إخوانه، فيقضي حاجة هذا، وينفس كربة هذا، وقد قال : ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)) وبالله عليكم، هل تساوي كرب الدنيا جميعاً كربة واحدة من كرب يوم القيامة؟!
وممن يأمن من الفزع الأكبر الذي شاب شيبة في الإسلام، جزاء لطول عمره وحسن عمله.
وممن يأمن من الفزع الأكبر المؤذنون، بشراكم أيها المؤذنون، أطول الناس أعناقاً يوم القيامة، كناية عن علو قدرهم وعظم شأنهم عند ربهم.
وممن يأمن الفزع الأكبر صنف يظلهم الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، إنهم:
الإمام العادل الحاكم المقسط الذي اتقى الله في رعيته، وآتاه الله القوة والسلطان فسخرهما لإعلاء كلمة الرحمن.
ثانيهم: شاب نشأ في طاعة الله، أقبلت عليه الدنيا بشهواتها ونزواتها وبهرجها وباطلها، فولاها ظهره وأقبل على ربه، فعاش طاهراً نقيا عفيفاً تقياً.
ثالثهم: رجال يعمرون مساجد الله وتعلقت قلوبهم بها، فيجدون بها حلاوة إيمانهم ويناجون فيها مالك أمورهم، ويودون لو ظلوا بها عاكفين عليها.
رابعهم: المتحابون في الله، جمعتهم رابطة الأخوة في الدين، وغشيتهم كلمة توحيد رب العالمين.
خامسهم: رجل أتته امرأة ذات جمال وجاه تريد أن تلبسه ذل المعصية وصغار الفاحشة، فقال لها: إني أخاف الله رب العالمين.
سادسهم: المنفقون أموالهم بالليل والنهار، سراً وعلانية، في وقت غُلت أيدي الناس إلى أعناقهم، فتراهم ينفقون لوجه الله حتى لا تعلم شمائلهم ما تنفق أيمانهم.
سابعهم: الذي ذكر الله خالياً ففاضت عيناه من خشيته تعالى، فوالله إن الذي تدمع عينه لذلك حرّم الله عليها النار.
هؤلاء سبعة ذكرهم النبي في حديث واحد جميعاً، وهناك ثامن ذكره النبي وحده، يظله الله تحت ظل عرشه وهو الذي يُنظر المعسر قال : ((من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله)) متفق عليه.
كل هؤلاء يأمنون الفزع الأكبر، والجزاء من جنس العمل، فمن خاف الله تعالى في الدنيا أمنه يوم القيامة. فتزودوا ـ عباد الله ـ من التقوى، فهو خير زاد لكم في هذا اليوم.
الخطبة الثانية
الحمد لله باعث الأرواح وقابضها، واهب الحياة وسالبها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلقنا من التراب وإليه يرجعنا، ثم إذا شاء إليه يصيّرنا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أطال الحديث عن الموت وشدته، وعن الحساب وكربته، فنبه الناس من غفلتهم وخلّصهم من حيرتهم، صلـى الله عليه وسلم وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار الذين تعلقت قلوبهم بدار القرار، فكانوا للآخرة عاملين، وللموت ذاكرين، حتى لقوا الله رب العالمين.
أما بعد: فإن حال الفجرة والعصاة غير حال البررة والتقاة، فإن مشهدهم يومئذ تقشعر منه الأبدان وتشيب له الولدان.
ترى رجلاً ينطلق في أرض المحشر، لا يقوى على القيام، ولا يقوى على القعود، بطنه منتفخة، يتخبط يمنة وميسرة، من هذا؟ إنه آكل الربا، ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ ٱلرّبَوٰاْ لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِى يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيْطَـٰنُ مِنَ ٱلْمَسّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرّبَوٰاْ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرّبَوٰاْ [البقرة:275].
وترى رجلاً ينطلق في أرض المحشر وحوله أطفال صغار، يسحبونه ويجرونه جرّا، وهم يتعلقون به، من هذا؟ إنه آكل أموال اليتامى ظلماً، إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوٰلَ ٱلْيَتَـٰمَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً [النساء:10].
وترى رجلاً ينطلق في أرض المحشر وهو يحمل على كتفيه ما أخذه في هذه الدنيا بغير حق، يحمل على كتفيه ما سرقه، من سرق بيضة، من سرق دجاجة، من سرق نعجة، من سرق بقرة، من سرق ناقة، من سرق أمَّة، وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ [آل عمران:161].
وترى رجلاً ينطلق إلى أرض المحشر وهو يحمل كأس الخمر في عنقه، إنه شارب الخمر، يبعث على ما مات عليه، وكل من مات على شيء بعث عليه، فنسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة.
ينقادون وينطلقون جميعاً إلى أرض المحشر، في يوم مقداره خمسون ألف سنة، ينقادون إلى لقاء الملك القهار، الواحد الجبار، مالك يوم الدين، وتصور ازدحام الخلائق واجتماعهم فتكتمل عدة أهل الأرض، واستووا جميعاً في موقف العرض، الإنس والجن والشياطين والسباع والدواب والهوام والطيور والوحوش، والشمس فوق رؤوسهم قدر ميل، وقد توهجت نارها، فاجتمع وهج الشمس وحرّ الأنفاس واحتراق القلوب بنار الخوف والحياء من الفضيحة والخزي، ففاض العرق على صعيد المحشر، حتى يرتفع على أبدانهم بقدر أعمالهم، والسؤال همس، والكلام تخافت، واليوم طويل، واشتد الكرب وعظم الخطب.
ويبحث العباد عن أهل المنازل العالية عند الله ليشفعوا لهم عند الله ليأتي ويخلصهم من كربات الموقف وأهواله، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون: أنت أبونا آدم، أنت أبو الخلق، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح.
فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوح، أنت أوّل نبي إلى الأرض، وقد سماك الله عبداً شكوراً، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما بلغنا؟ ألا تشفع لنا؟ فيقول: إن ربي قد غضب، وإنه كان لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم.
فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا عند ربك، أما ترى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب، وإني كنت كذبت ثلاث كذبات ـ فيذكرها ـ نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى.
فيأتون موسى فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله فضلك برسالاته وبكلامه على الناس، اشفع لنا عند ربك. أما ترى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب، إني قد قتلت نفساً لم أؤمر بقتلها، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى.
فيأتون عيسى عليه السلام، فيقولون: أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد، اشفع لنا عند ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟. فيقول: إن ربي قد غضب، ولم يذكر ذنباً أو لعله يخشى من عبادة النصارى له، فيقول: نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد . فيأتون محمداً الحبيب المصطفى ـ بأبي هو وأمي ـ الذي ادخر دعوته لهذا اليوم حين استعجل بها كل نبي، فيقولون له: يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء قد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر، اشفع لنا عند ربك، أما ترى ما نحن فيه؟
فينطلق الرسول فيأتي تحت العرش، فيقع ساجدا لربه، ويثني عليه بما هو أهله، بثناء لم يفتحه الله على أحد قبله. هذه هي أول شفاعة للرسول ، إنما هي ليخلص الله الخلائق من هول وكرب يوم الموقف، وتكون له أخرى حين يدخل الموحدون العصاة النار.
بعد ذلك، ترى الصمت وقد خيم على الموقف، السؤال همس، والكلام تخافت، فإذا بالمكان يغمره ما كان ينتظره كل أحد، يغمر المكان حينئذ نور الحي القيوم وهو آت في ظلل من الغمام والملائكة صفاً صفا، يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِىَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ ٱلأصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِىَ لَهُ قَوْلاً يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَىّ ٱلْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً [طه:107-111].
وَجَاء رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً [الفجر:22]، هناك ترتعد الفرائص، وتضطرب الجوارح وتبهت العقول، ويأمر الله تعالى أن يجاء بالنار، وَجِىء يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ [الفجر:23]، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك، يا للهول، يا لعظمة النار، التي تكور فيها الشمس على عظمتها كما تكور العمامة.
هنالك يتمنى قوم العود إلى الدنيا ليعملوا صالحاً، وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذّبَ بِـئَايَـٰتِ رَبّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27]، فلا تلبث النار أن تزفر زفرة وتشهق شهقة، لا يسمعها ملك مقرب، أو نبي مرسل، حتى يجثو على ركبتيه يقول: نفسي نفسي. والله يا عباد الله..
مثل وقوفك يوم الحشر عريـانا مستـوحشاً قلـق الأحشـاء حيـرانا
والنار تزفـر من غيظ ومن حنقٍ على العصـاة وتلقى الرب غضبــانا
اقرأ كتـابك يا عبدي على مهلٍ هـل تـرى فيه حرفاً غير مـا كـانا
لمـا قـرأت ولم تنكر قراءتـه وأقررت إقرار من عرف الشيء عرفانا
نـادى الجليل: خذوه يا ملائكتي وامضـوا بعبـد عصى للنار عطشـانا
المشركـون في نار جهنم يلتهبوا والمـؤمنـون بـدار الخلـد سـكـانا
ربنا لا تخزنا يوم الحسـاب ولا تجعل لنـارك اليوم علـينـا سلطـانا
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينجينا من نار الجحيم، اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، أسأله تعالى أن يبارك لنا في القرآن العظيم، وأن ينفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم
تالين- المشرفات
-
عدد المساهمات : 1147
تاريخ الميلاد : 27/12/1990
تاريخ التسجيل : 07/03/2011
العمر : 33
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : مرحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 10, 2019 2:43 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» من هو هذا الرجل ؟؟ والاهم لماذا يبكى هذا الرجل ؟
الأحد أغسطس 14, 2016 8:59 am من طرف عائلة ابومصطفى
» أم توافق على ممارسة ابنتها للزنا .. بشرط واحد فقط
الأحد أغسطس 14, 2016 8:58 am من طرف عائلة ابومصطفى
» تفاصيل جديدة ومثيرة عن عملية تل الربيع خلال الحرب
الأحد أغسطس 14, 2016 8:57 am من طرف عائلة ابومصطفى
» ويكليكس .. سيتم نشر وثائق تؤثر على كل دولة في العالم
الأحد أغسطس 14, 2016 8:57 am من طرف عائلة ابومصطفى
» في خرق جديد للتهدئة ..5 إصابات برصاص الاحتلال شرق جباليا
الأحد أغسطس 14, 2016 8:57 am من طرف عائلة ابومصطفى
» اصابات فى مهرجان طيور الجة فى خانيونس
الأحد أغسطس 14, 2016 8:57 am من طرف عائلة ابومصطفى
» شاهد أكبر وادي في المجموعة الشمسية
الأحد أغسطس 14, 2016 8:56 am من طرف عائلة ابومصطفى
» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جذور وشجرة عائلة ابو مصطفى: جذور واصول عائلة ابو مصطفى والان شجرة
الأحد أغسطس 14, 2016 8:51 am من طرف عائلة ابومصطفى
» بعض امثال البدو
الأحد أغسطس 14, 2016 8:41 am من طرف عائلة ابومصطفى
» والعســـل يا شيخ ؟؟
الأحد أغسطس 14, 2016 8:39 am من طرف عائلة ابومصطفى
» [b] لاتحلف وانت كاذب..}} [/b]
الأحد أغسطس 14, 2016 8:39 am من طرف عائلة ابومصطفى
» رَبَاه لَوْ بَلَغَت ذُنُوبِيْ عَنَانْ السَمَاء ما " يئٍستْ " مَنْ رَحمَتَكْ .. !
الأحد أغسطس 14, 2016 8:39 am من طرف عائلة ابومصطفى
» نكت وطرائف
الأحد أغسطس 14, 2016 8:39 am من طرف عائلة ابومصطفى
» الاغماء : اسبابه ...ولماذا يحدث
الأحد أغسطس 14, 2016 8:38 am من طرف عائلة ابومصطفى
» الإسعافات الأولية عند الأطفال
الأحد أغسطس 14, 2016 8:38 am من طرف عائلة ابومصطفى
» [b][i]الموز يعالج الإمساك ومشاكل المعدة والأمعاء[/i][/b]
الأحد أغسطس 14, 2016 8:38 am من طرف عائلة ابومصطفى
» نصيحة طبية لمستخدمي النت...
الأحد أغسطس 14, 2016 8:38 am من طرف عائلة ابومصطفى
» وصفه بسيطة لالتهاب اللوزتين
الأحد أغسطس 14, 2016 8:36 am من طرف عائلة ابومصطفى
» معلومات هامه عن فيتامين
الأحد أغسطس 14, 2016 8:36 am من طرف عائلة ابومصطفى
» يضعف الحيوانات المنوية..ونشربه عن منشط
الأحد أغسطس 14, 2016 8:36 am من طرف عائلة ابومصطفى
» المصطلحات والمفاهيم العرفية للمطالبة بالحقوق
الأحد أغسطس 14, 2016 8:35 am من طرف عائلة ابومصطفى
» صفآت ألآنسأن في ألقرأن
الأحد أغسطس 14, 2016 8:35 am من طرف عائلة ابومصطفى
» حُـكْـمُ التَّـوسُّل بِجَاهِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
الأحد أغسطس 14, 2016 8:34 am من طرف عائلة ابومصطفى
» فوائد الخيار
الأحد أغسطس 14, 2016 8:33 am من طرف عائلة ابومصطفى
» وزارة الصحة تصدر قراراً بمنع تداول ثلاث أصناف من الأدوية من سوق الدواء الفلسطيني
الأحد أغسطس 14, 2016 8:32 am من طرف عائلة ابومصطفى
» عائلة ابو مصطفى، ديوان عائلة ابو مصطفى، مدونة عائلة ابو مصطفى، نحو عائلة متماسكة، عائلةابومصطفى، عائ
السبت أغسطس 13, 2016 10:38 am من طرف عائلة ابومصطفى
» انشودة عنا رجال كتائب القسام 2014
الجمعة يوليو 11, 2014 10:19 am من طرف عائلة ابومصطفى
» القسام ينشر اول فيديو لكوماندوز بحري - مكس نيوز - 17-3-2014
الجمعة يوليو 11, 2014 10:17 am من طرف عائلة ابومصطفى
» اضرب اضرب تل ابيب 2 الجزء الثاني - شادي البوريني - قاسم النجار 2014
الجمعة يوليو 11, 2014 10:14 am من طرف عائلة ابومصطفى
» المجزرة مستمرة : 24 شهيدا بعد منتصف الليل واليوم والحصيلة 75 شهيدا حتى الان :
الخميس يوليو 10, 2014 1:51 am من طرف عائلة ابومصطفى
» اهم اخبار فلسطين اليوم الخميس 2014/7/10 , اخر اخبار الغارات الاسرائيلية علي قطاع غزة اليوم الخميس 20
الخميس يوليو 10, 2014 1:48 am من طرف عائلة ابومصطفى
» فضائل شهر رمضان
الثلاثاء يوليو 01, 2014 10:48 am من طرف عائلة ابومصطفى
» نفحات رمضانية
الثلاثاء يوليو 01, 2014 10:46 am من طرف عائلة ابومصطفى
» 230 طفلا فلسطينيا يقبعون في سجون الاحتلال
الجمعة أبريل 04, 2014 3:32 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» إسرائيل تزيل سور الصين العظيم
الجمعة أبريل 04, 2014 3:29 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» اخطر جواسيس التاريخ
الخميس أبريل 03, 2014 3:26 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» فلسطين
الخميس أبريل 03, 2014 3:17 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» حصريا :: الفيلم الوثائقي,, العلم والاسلام ,, بأجزاؤه الثلاثة كامل بجودة عالية و بحجم 452 ميجا فقط عل
الجمعة أكتوبر 04, 2013 4:58 am من طرف عائلة ابومصطفى
» حصرياّ Sphinux 0.1 Cheops RC2 32-bit أول نظام تشغيل مصرى 100 % بمجموعة برامج واضافات رهيبة بحجم 3.35
الجمعة أكتوبر 04, 2013 4:56 am من طرف عائلة ابومصطفى
» كيف نستقبل رمضان | خطبة الجمعة للشيخ محمد العريفي
الثلاثاء يوليو 16, 2013 9:42 am من طرف عائلة ابومصطفى
» خطبة الجمعة :: الشفاعة يوم القيامة :: الشيخ محمد العريفي
الثلاثاء يوليو 16, 2013 9:41 am من طرف عائلة ابومصطفى
» الحياة في القبور | خطبة الجمعة د.محمد العريفي
الثلاثاء يوليو 16, 2013 9:39 am من طرف عائلة ابومصطفى
» كل عام وانتم بخير
الأربعاء يوليو 10, 2013 8:15 am من طرف عائلة ابومصطفى
» بدي ترحيب من احلا اعضاء
الجمعة يونيو 28, 2013 1:33 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» تهنئه بالزواج
الجمعة يونيو 28, 2013 1:17 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» درس تعلمته
الجمعة يونيو 28, 2013 9:44 am من طرف عائلة ابومصطفى
» اختبر ذكائك
الجمعة يونيو 28, 2013 9:41 am من طرف عائلة ابومصطفى
» احصل علي افضل شكل لسطح المكتب مع برنامج XUS Launcher 2.2.0 Professional Edition : تحميل مباشر
الجمعة يونيو 28, 2013 9:37 am من طرف عائلة ابومصطفى
» جوالك عالصامت
الثلاثاء مارس 26, 2013 6:58 am من طرف عائلة ابومصطفى
» أسماك "وطواط البحر" الفريدة تغزو شواطئ غزة
الإثنين مارس 25, 2013 3:24 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» بنات هالجيل
الإثنين مارس 25, 2013 3:22 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» التسجيل والتحديث لبطالة الخريجين عبر موقع وزارة العمل
الخميس فبراير 07, 2013 8:54 am من طرف عائلة ابومصطفى
» وظائف مدرسين في الوكالة 2012-2013
الخميس فبراير 07, 2013 8:52 am من طرف عائلة ابومصطفى
» البطش: لن نسمح للتهدئة ان تستمر في ظل استمرار اضراب الاسرى - رسالة إلى عباس وهنية
الأحد يناير 27, 2013 12:14 pm من طرف زائر
» جامعة الأقصى بغزة تلزم طالبتها بارتداء الزي الشرعي
الأحد يناير 27, 2013 12:09 pm من طرف زائر
» تفاصيل مخطط "دحلان" الذي كشفه الأمن الداخلي
الأحد يناير 27, 2013 12:04 pm من طرف زائر
» بعد 7 سنوات .. شارون يستفيق ويتعرف على أبنائه
الأحد يناير 27, 2013 12:01 pm من طرف زائر
» الجهاد تدعو لمسيرة الانذار نصرة للأسرى
الأحد يناير 27, 2013 11:59 am من طرف زائر
» حصريا :: الفيلم الوثائقي ,,معالم اثرية عملاقة - الاهرامات,, بحجم 120 ميجا فقط و بجودة عالية على اكثر
الأحد يناير 27, 2013 11:53 am من طرف زائر
» هياكل أثرية عملاقة
الأحد يناير 27, 2013 11:52 am من طرف زائر
» بناء علي طلب الاعضاء : الاصدار الاخير من لودر تفعيل الويندوز Windows Loader v2.2 : تحميل مباشر
الأحد يناير 27, 2013 11:45 am من طرف زائر
» افضل ثيمات وخلفيات ويندوز سفن السمراء Black Windows Theme For Windows 7 : تحميل مباشر
الأحد يناير 27, 2013 11:41 am من طرف زائر
» تجميعة لجميع اصدارات فوتوشوب مع شرح عربى ومجموعة اضافات عملاقة وجديدة Photoshop Collection 2013 تحمي
الأحد يناير 27, 2013 11:39 am من طرف زائر
» تجميعة لجميع اصدارات فوتوشوب مع شرح عربى ومجموعة اضافات عملاقة وجديدة Photoshop Collection 2013 تحمي
الأحد يناير 27, 2013 11:39 am من طرف زائر
» كيف يصطاد الرجال اللؤلؤة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجمعة يناير 11, 2013 9:38 am من طرف زهرة البنفسج
» بالصور انطلاق (مسيرة الزهور) في ولاية كاليفورنيا
الإثنين يناير 07, 2013 3:21 am من طرف زائر
» بالصور ديربي الفيلة
الإثنين يناير 07, 2013 3:04 am من طرف زائر
» أروع صور الطبيعية من ناشونال جيوغرافيك
الإثنين يناير 07, 2013 3:00 am من طرف زائر
» سيارة بورش Sport Turismo concept
الإثنين يناير 07, 2013 2:55 am من طرف زائر
» رسائل قد لا تجدها في بريدك
الإثنين يناير 07, 2013 2:52 am من طرف زائر
» مفاهيم الحياة ... بالصور
الإثنين يناير 07, 2013 2:48 am من طرف زائر
» تفحيط سيارة خطير وفي قمة الروعة
الإثنين يناير 07, 2013 2:45 am من طرف زائر
» اغرب 10 طرق للتعامل مع الموتى في العالم
الإثنين يناير 07, 2013 2:40 am من طرف زائر
» فشل القلب Heart Failure
الإثنين يناير 07, 2013 2:37 am من طرف زائر
» الفرق بين مهرجان حماس وفتح بغزة
الجمعة يناير 04, 2013 7:47 am من طرف عائلة ابومصطفى
» عاااااجل/ فتح تنهي فقرات مهرجان الانطلاقة بسبب خلافات ومشاكل فنية بالصوت
الجمعة يناير 04, 2013 7:45 am من طرف عائلة ابومصطفى
» مهرجان إنطلاقة حركة فتح في قطاع غزة والضفة والتصريحات المصاحبة لها.
الجمعة يناير 04, 2013 4:17 am من طرف عائلة ابومصطفى
» تهئنة بالمولود 1.1.2013 للاخ تفكير فتح تفكير ابو مصطفى
الخميس يناير 03, 2013 5:51 am من طرف omaar
» لعبه توم وجيري
الأربعاء يناير 02, 2013 2:17 am من طرف عائلة ابومصطفى
» مسجات السنة الجديدة 2013 رسائل عبارات معايدة بالعام الجديد 2013
الإثنين ديسمبر 31, 2012 9:15 am من طرف عائلة ابومصطفى
» انشودة العين تذرف دمعها كالذلالي 2013 mp3
الأحد ديسمبر 30, 2012 10:17 am من طرف عائلة ابومصطفى
» ثلاث شباب وجدوا فتاة ضائعة ..ماذا فعلوا بها !!!
الأحد ديسمبر 23, 2012 2:18 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» سأله : أيهما أنظف؟ قدمي أم وجهك؟
الأحد ديسمبر 23, 2012 2:15 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» بعض النصائح
الأحد ديسمبر 23, 2012 5:02 am من طرف عائلة ابومصطفى
» شباب وشافوا بنت وش بيصير؟
السبت ديسمبر 22, 2012 1:28 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» ههههههه دكاتره الجامعه
الجمعة ديسمبر 21, 2012 2:48 pm من طرف برنسيسة المنتدى
» خاص بالمتقدمين لوظيفة مدير مساعد ( وكالة الغوث ) هنا عرض لأسماء المدراء المساعدين المؤهلين للمقابلة
الجمعة ديسمبر 21, 2012 12:30 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» صور..أطفال غزة... يدهشون "طيور الجنة"...وهم ينشدون سوياً...!!!
الجمعة ديسمبر 21, 2012 12:25 pm من طرف عائلة ابومصطفى
» والخلاف يتجدد...بين الكتيبة الخضراء والصفراء ...حول الفاعل والمفعول ...!!!
الجمعة ديسمبر 21, 2012 12:19 pm من طرف عائلة ابومصطفى