يمكن تقسيم مراحل الصراع بين المسلمين عربًا وغير عرب، وبين اليهود وحلفائهم على النحو التالي: |
المرحلة الأولى: تأسيس الحركة الصهيونية |
حيث تم تأسيس الحركة الصهيونية المستندة إلى فكرة القومية اليهودية، والمتبنية لمشروع إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين (دولة إسرائيل).
ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر تبنى عدد من المفكرين اليهود الدعوة إلى تكوين قومية يهودية، وبلور هذه الدعوة المفكر اليهودي الروسي "بينسكر" في كتابه "التحرير الذاتي" الذي أصدره في عام 1882م، ولكن هذه الدعوة قوبلت بالرفض والمعارضة من بعض المفكرين اليهود المتدينين، وتبلورت هذه المعارضة في المؤتمر الوطني العام لممثلي الدين الإصلاحي اليهودي الذي انعقد في مدينة بيتسبورغ بالولايات المتحدة في عام 1885م، حيث أصدر بيانًا يرفض فيه فكرة العودة إلى فلسطين معلنًا أن أمريكا هي "صهيوننا".
ولكن هذه المعارضة لم تصمد طويلاً، فقد انبرى ثيودور هرتزل إلى إذكاء نيران الفكرة الصهيونية في كتابه "الدولة اليهودية" الذي أصدره في عام 1895م، حيث دعا فيه جهارًا إلى تأسيس دولة إسرائيل على أرض فلسطين، ثم تبع ذلك انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بال السويسرية برئاسة هرتزل في عام 1897م، حيث تكرَّسَت في هذا المؤتمر الفكرة الصهيونية، وأخذت الحركة الصهيونية شكلها الحركي والتنظيمي بعد أن هزمت فكرة إقامة الوطن القومي اليهودي– أي دولة إسرائيل في فلسطين – جميع الاقتراحات الأخرى الداعية إلى إقامتها في أوغندا أو الأرجنتين وغيرها.
الدور الإسلامي في هذه المرحلة: لا أزعم أنني أستطيع أن أقدم أي مؤشر أو دليل على وجود أي دور للإسلاميين في مواجهة هذه المرحلة، ولعل أساتذتي الأكثر إلمامًا بهذه المرحلة يسدون عجزي، فيكشفوا عن أية مؤشرات أو أدلة تشرح دور التيار الإسلامي في مواجهة مرحلة تأسيس الحركة الصهيونية.
3- توالت المؤتمرات الوطنية التي كان يغلب عليها التوجه الإسلامي، والتي كان يشرف على تنظيمها الإسلاميون خاصة الشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين، كما توالت الوفود السياسية في زيارات إلى العواصم الأوروبية لإبراز الرفض الفلسطيني للهجرة اليهودية إلى فلسطين، ولإبراز الرفض لوعد بلفور.
أما الاتجاه الثاني في هذه المرحلة – وهو الحصول على اعتراف دولي بالفكرة الصهيونية – فقد تمكن اليهود من خلال إقناعهم للحكومة البريطانية بأسلوب ابتزازي، من إصدار وعد على لسان وزير خارجية بريطانيا "بلفور" في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917م، يتعهد بمساعدة اليهود على إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، فاكتسبت الفكرة الصهيونية ومشروعها لإقامة "دولة إسرائيل" اعترافًا دوليًّا، ولم تلبث فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية أن سارعت لإصدار تعهدات مماثلة.
عائلة ابومصطفىالجمعة نوفمبر 23, 2012 1:55 pm