وحي القلم"
هذه القصة
أوردها مصطفى صادق الرافعي في كتابه الشهير والقيم وحي القلم
]كـان رجل اسمه (أبـو نصر
الصياد) يعيش مع زوجته وابنه في فقر
شديد
فـمشــى فــي الـطــريـق
مـهـمــومــــاً لأن زوجــته وابـنـه
يبكيان من الجوع
فمر على شيخ
من علماء المسلمين وهو (أحمد بن
مسكين) وقال له : ” أنا
متعب
فقال له : ” اتبعني إلى البحـر“ .
فذهبا إلى البحـر ..
ثم قال له : ” صلي ركعتين“ ..
فصلى ..
ثم قال له : ” قل بسم الله “
فــقــــــال : ” بســـــم
الله “
ثـم رمى الشبكة ..
فـخـرجت بسـمـكـة عـظـيمة
فقال له الشيخ : ” بعها
واشتر طعاماً لأهلك “
فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين
إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى..
وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إلى
الشيخ وأعطاه فطيرة.
فقال له الشيخ : ” لو
أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة“
(
أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير ، ولم يكن ينتظر له ثمناً
(
ثم رد الفطيرة إلى الرجل وقال
له : ”خذها أنت وعيالك“
وفي الطريق إلـى بـيته
قـابل امــرأة تبكـي مـن الجـــــوع
ومعـهـا طفـلـهـــا ،فـنـظـــرا إلـى
الـفـطــيرتين فـي يده ..
فحـدث نفـسـه ”هـذه الـمـرأة
وابنها مثل زوجـتي وابـني
يتـضــــوران جـوعــاً فـلــمـــن
أعـطــي الـفـطـيرتـيـن“ !!
ونظر إلى عيني المرأة .. فلم يحتمل
رؤية الدموع فيهما ، فقــــال لـهــا : ”خـذي الفطيرتين“
فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً..
وعــاد يحـمـل الهــم،
فـكــيف سـيطـعـم امــرأته وابـنـه ؟
خلال سيره سـمـــع
رجـــلاً يـنــادي: ”مــن يــدل
عــلــى أبـو نـصـــر الـصـــــياد؟ “
فدله الناس على الرجل .. فقال له : ”
إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ، ثـم مـــات ولـــم أســــتـدل عـلـــــيـه ، خـــذ يـا
بـنـــي
( 30ألـف درهـــم) مــال
أبيـك.
يقـول أبـو نصـر الصـياد : ”
وتحـولـت إلى أغنى الناس وصارت عندي بيوت وتجارة وصـــرت أتــصــــدق بـالألـــف درهــم فـي الـمـــــرة
الـــواحــــــدة .. لأشـكـــر الله“.
وأعجبتني نفسي لأني
كـثير الصدقة، فرأيت رؤيا في المنام
رأيت أن الميزان قد
وضع ..
وينادي منادٍ : ” أبو نصر الصياد ..
هلم لوزن حسناتك وسيئاتك“
يقول .. فوضعـت حسـناتي ووضعـت
سيئاتي ، فرجحت السيئات !
فقلت : ” أيــن الأمــــــــــوال الـــتي تـصــدقـــت بـهــــــــــا ؟“ ..
فوضعت الأموال ، فإذا تحت كل
ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس
كأنها لفافة من القطن لاتساوي شيئاً .. ورجحت السيئات ! فبكــيت وقـلـــــت : ” مــــاالـنـجــــــــــــــــــاة ؟!“
وأسمع المنادي يقول : ” هل بقى له من
شيء ؟ “
فأسمع الملك يقول : نعم بقت له رقاقتان فتوضع
الرقـاقتان (الـفـطـــيرتان) فـي
كـفــة الحسنات فتهبط كـفـة الحـسـنات حــــتى تسـاوت مـع كـفـــة
الـســـيئـات .. فـخـفـــــــــت !..
وأسـمع المـــنادي يقول : ”هل بقى
له من شيء ؟ “
فـأسـمــع الملك يقول : ” بقــى لـه شـــــــيء“ ..
فقلت : ” ما
هو؟ “
فقيل : ”دموع المرأة حين أعطيت
لها (الفطيرتين)
فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت
كفة الحسنات .
فـفـرحـــــــــــت ..
فأسـمــع المـنادي يقـول : ” هل بقى
له من شيء ؟“
فقيل : ” نعم ابتسامة الطفل الصغير
حين أعطيت له الـرقـاقــتين وترجح وترجح وترجـح كفة
الحسنات
وأسمع المنادي يقول : ” لقـد نجـا لقـد نجـا “
فــاســتيقـــظــــت مــــــن
الــــــنوم أقـــــول :
” لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت
السمكة “
أخواني و
أخواتي( رُب درهمٍ... خيرٌ من ألفِ درهم (
أتمنى من القصة أنها
نالت على إعجابكم
المختارالثلاثاء أبريل 05, 2011 3:07 am